الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات منظمة الصحة العالمية: جدري القردة لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة

نشر في  14 ماي 2023  (11:06)

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن فيروس جدري القردة الذي تفشى منذ حوالي عام لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من نصيحة تلقاها الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس من لجنة الطوارئ الخاصة باللوائح الصحية الدولية بهذا الشأن.
وحذر الدكتور تيدروس وفق بيان تلقت وات نسخة منه من أن هذا الإعلان- ومثلما هو الحال مع كوفيد-19- لا يعني أن العمل قد انتهى، منبها إلى أن جدري القردة لا يزال يفرض تحديات كبيرة على الصحة العامة التي تحتاج إلى استجابة قوية واستباقية ومستدامة، على حد تعبيره.
وأفاد بتسجيل أكثر من 87 حالة إصابة بالمرض و140 حالة وفاة من 111 دولة حول العالم.
ماذا تعرف عن جدري القردة؟
وجدري القردة هو مرض يسببه فيروس جدري القردة. ويمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم للغدد الليمفاوية وحمى. ويتعافى معظم الناس منه تماما، في غضون أسابيع قليلة، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.
وينتشر المرض بطرق عدة من بينها مخالطة المصابين، عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، أو ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها.
وقد انتشر المرض بسرعة في جويلية الماضي وفق الدكتور تيدروس الذي اضاف إن منظمة الصحة العالمية شعرت بالتفاؤل إزاء الاستجابة السريعة للبلدان.
وقال”نرى الآن تقدما كبيرا في السيطرة على تفشي المرض بناء على الدروس المستقاة من فيروس نقص المناعة البشرية والعمل بشكل وثيق مع المجتمعات الأكثر تضررا”.
انخفاض حالات الإصابة بنسبة 90%
وانخفضت الحالات التي تم تسجيلها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 90 في المائة، مقارنة مع الأشهر الثلاثة التي سبقتها وفق منظمة الصحة.
وأشاد الدكتور تيدروس بعمل المجموعات المجتمعية، وسلطات الصحة العامة، قائلا إن عملهم كان “حاسما لإبلاغ الناس بمخاطر المرض، وتشجيع ودعم تغيير السلوك، ومناصرة إيصال الاختبارات واللقاحات والعلاجات لتكون في متناول الناس الأكثر احتياجا”.
وتركزت حالات الإصابة بالفيروس بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، وخاصة أولئك الذين يمارسون الجنس مع أكثر من شريك.
خطر خاص يتهدد مرضى الإيدز
وعلى الرغم من أن وصمة العار كانت مصدر قلق رئيسيا بشأن إدارة جدري القردة- ولا تزال تعيق الوصول إلى الرعاية، إلا أن الدكتور تيدروس أعرب عن امتنانه لعدم حدوث ردة فعل عنيفة ضد المجتمعات الأكثر تضررا وفق بيان منظمة الصحة.
وعلى الرغم من الاتجاه التنازلي في عدد الحالات، لكن الفيروس مستمر في التأثير على جميع المناطق، بما في ذلك أفريقيا، حيث “لا يزال انتقال العدوى غير مفهوم بشكل جيد”.
ولفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الانتباه إلى الخطر الخاص الذي يتهدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية دون علاج، وحث البلدان على الاستمرار في توفير القدرة على الاختبار والاستعداد للاستجابة السريعة إذا ارتفعت الحالات مرة أخرى موصيا ” بدمج الوقاية من الجدري ورعايته في البرامج الصحية الحالية، للسماح باستمرار الوصول إلى الرعاية، والاستجابة السريعة لمعالجة حالات تفشي المرض مستقبلا”.
وستواصل منظمة الصحة العالمية العمل من أجل دعم الوصول إلى التدابير المضادة مع توفر المزيد من المعلومات حول فعالية التدخلات وفق البيان.
احترسوا من عودة ظهور كوفيد وجدري القردة
وبرغم الإعلان عن انتهاء حالتي الطوارئ الخاصتين بمرضي جدري القردة وكوفيد-19 إلا أن الدكتور تيدروس حذر من أن خطر عودة ظهور موجات المرضين لا يزال قائما مضيفا أن كلا الفيروسين يستمران في الانتشار وكلاهما يستمر في القتل.
وبينما انتهت حالتا طوارئ تتعلقان بالصحة العامة خلال الأسبوع الماضي، تواصل منظمة الصحة العالمية كل يوم الاستجابة لأكثر من 50 حالة طوارئ على مستوى العالم جسب المنظمة.
تحديات وفرص
وأشار الدكتور تيدروس إلى أن هناك العديد من التحديات المقبلة، وأيضا الفرص غير المسبوقة بالتزامن مع اقتراب موعد انعقاد جمعية الصحة العالمية القادمة وثلاثة اجتماعات رفيعة المستوى حول الاستعداد لمواجهة الجوائح والسل والتغطية الصحية الشاملة.
وأفاد بإمكانية تحقيق فوائد حقيقية للأجيال القادمة، إذا تم تقديم التزامات حقيقية، مشيرا إلى أن كل اجتماع من الاجتماعات الثلاثة سيمثل فرصة لتحفيز الالتزام السياسي لدفع التقدم وتوليد إجراءات ملموسة وموارد مالية داعيا “للاستثمار في توسيع نطاق الوصول إلى الوقاية والاختبار والعلاج واللقاحات والأبحاث الخاصة بمرض السل؛ لتقوية دفاعات العالم ضد الأوبئة؛ ولتعزيز النظم الصحية، وخاصة الرعاية الصحية الأولية، حتى لا يفوت أي شخص الرعاية التي يحتاجها بسبب هويته أو مكان إقامته أو مقدار ما يكسبه من أجر”.